“الفجيرة للثقافة والإعلام” تنظم ورشة عمل لمصوري “جائزة الفجيرة للتصوير الضوئي”
2017-03-27

 فريال الرشيد

نظمت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام مساء اليوم الإثنين 27 مارس الجاري، ورشة عمل حول “التصوير وتحرير الصورة” قدمها مسؤول شؤون المصورين الصحفيين في اتحاد المصورين العرب ومصور وكالة الصحافة الفرنسية كريم صاحب، وذلك في مركز الدراسات والتوثيق التابع للهيئة في مقره بمركز الفجيرة التجاري، واستهدفت الورشة المشاركين في جائزة الفجيرة للتصوير الضوئي التي تنظمها الهيئة في دورتها السادسة.

وتضمنت الورشة، شرحاً تفصيلياً لعدة محاور منها: كيفية اختيار العدسة أثناء التصوير، اختيار المكان المناسب للتصوير، اكتشاف زوايا التصوير، اختيار العناصر المكملة للصورة، الإلمام بفكرة الصورة المراد إلتقطها، التحكم في الضوء في التصوير عموماً وفي التصوير الخارجي خاصّة، وتحرير الصورة ومعالجتها وذلك منذ البدء بالتصوير بمعرفة الزوايا والعدسات المناسبة والمكان المناسب والتخيل العام للحدث المراد تصويره.

وأشار كريم صاحب بأن المهنية العالية للمصور وثقافته تكمن في معرفته للضوء والعدسات، والاختيار المتقن لزوايا التصوير وتحقيق تكاملية العناصر في الصورة، وأفاد بأن الصورة الفوتوغرافية لاتُلزمها قوانين بحتة إنما هي فن يُستوحى من خيال المصور ونظرته التي تقرأ الصورة والمكان المراد تصويره، وقال: “على المصور أن يوجِد هويةً للصورة لتكون ذو ذاكرة حية، فهوية الصورة هي حياتها ولابد من اكتمال عناصرها والدمج بين هذه العناصر بالشكل الذي يحقق الهدف والنظرة والتصور الذهني للمصور”،  وأشار إلى ضرورة قراءة الصورة من خلال مشاهدة العديد من الصور الاحترافية المتقنة ليتكون لدى المصور خيال ومعرفة حول كيفية قراءة الصورة ويعطيه أبعاداً وعناصراً وعواملاً مفيدة.

وتم خلال الورشة أيضاً، تدريب المشاركين عملياً على كيفية اختيار الصورة المناسبة اعتماداً على تكوين العناصر وتكاملها، والتي تختلف حسب وصفه باختلاف المزاج النفسي للنظر، وقال: “العين تنجذب للتوازن في الصورة من حيث تطابق الألوان ومنطقية الزوايا واكتمال العناصر الأساسية للصورة”.

وعن مواصفات الصورة في مجال التصوير الصحفي يقول كريم صاحب: “لابد من أن تتصف الصورة الصحفية بالحيوية ووضوح العناصر وتكاملها، فالتكوين العام يؤثر على تحقيق عنصر التوازن، واختيار الزوايا المتعددة وفق الجوانب الجمالية، وإيجاد عناصر مغذية للصورة، يؤثر في صنع التوان فيها، ومن الضروري معرفة الفضاءات “الفراغات” الغير لازمة في الصورة وإزالتها، والبحث عن العناصر المؤثرة في الصورة مع اختيار العدسات والأبعاد المناسبة”.

وتطرق كريم صاحب إلى مجال تصوير الطبيعة، مشيراً إلى أهمية خلق عناصر تمتزج فيها الألوان الحيوية للبحر، الشروق الغروب والجبال لإبراز هذه المظاهر الطبيعية بجماليات تأثيرها المجرد، لأن ذلك يضفي على الصورة تأثيراً متميزاً خاصة  في ساعات الصباح الأولى، فاختيار الوقت والمكان المناسب يعطي لوناً أجمل وانعكاسات أجمل وأكثر وضوحاً.

وسلط كريم صاحب الضوء حول محور “هوية الصورة” مؤكداً بأنه من الضروري أن يكون للصورة تاريخ وهوية، ووجود ثقافة اختيار الصورة المناسبة للحدث، وخلق جماليات للصورة، والابتعاد عن استخدام برامج التعديل في الصور مثل “الفوتوشوب” لأن ذلك يسهم في إخفاء هوية الصورة.

وقال مدير عام هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام حمدان كرم الكعبي في حيثه لـ”الفجيرة نيوز”: “نهدف من خلال هذه الورشة، إلى نشر ثقافة التصوير وفق الأسس الصحيحة للمشاركين في جائزة الفجيرة للتصوير الضوئي، وصقل مهاراتهم في مجال التصوير وتحرير الصورة؛ ليتكون لديهم مخزون إضافي، ونشكر الأستاذ كريم صاحب مصور وكالة الصحافة الفرنسية لتعاونه الدائم ومساهمته اليوم في تحقيق أكبر قدر من الاستفادة للمصورين، ونتمنى من المصورين اليوم أن ينقلوا مهاراتهم وخبراتهم وما استفاوه من خلال هذه الورشة لزملائهم المصورين الآخرين، وبتظافر جهود المصورين ستتطور الجائزة لمدى أكبر عالمياً بإذن الله”.

ومن جهته قال كريم صاحب: “من الضروري أن يتدرب المصور باستمرار على إلتقاط الصور بزوايا مختلفة ومتعددة، فحين يكون محور الصورة حول الطبيعة في الفجيرة على سبيل المثال، عليه أن يفكر في الصحراء والبحر والجبل، ومن شروط تصوير الطبيعة أن تكون كما خلقها الله دون إضافات صناعية، وهناك عناصر يجب على المصور امتلاكها مثل الثقافة البصرية وقراءة الصورة، والتنوع في التقاط الصور يُكسِب هذه الثقافة ويعطي في نفس الوقت ذاكرة يخزنها العقل الباطني، فلابد من استغلال الطبيعة واستغلال البيئة المتنوعة بشكل صحيح لخلق صورة جمالية، وكلما كانت طبيعية أصبح من السهل أن تُقرأ من قِبَل أي شخص”، واختتم حديثه قائلاً: “جميعنا يمتلك الفن والخيال والإبداع، ولكن علينا الاستفادة من تجارب الآخرين وقراءة الصور لتكون لدينا خلفية ثقافية مدعّمة”.

تصوير: أحمد نور