في اليوم الثاني للمهرجان :الفرقة اليابانية تزاوج بين الطقوس الدينية والأصالة
2015-02-21


 قدمت فرقة (هياشيني كاغورا) اليابانية عرضها الأول علي مسرح المركز الثقافي بالفجيرة مساء أمس السبت ضمن فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، جاء العرض الذي مزج بين الطقوس الدينية والأصالة والتراث في مشاهد متعددة تمثلت في الرقصات التعبدية الطقسية التي رافقتها موسيقي الناي والطبل والصنج ،ما أضفي عليها هيبة ووقار المتنسكين في معابدهم مع جدية ظاهرة علي وجوه العازفين والراقصين.
قدمت الفرقة أربع رقصات افتتحتها برقصة (الديك) والتي ترجع حكايتها إلي أسطورة دينية قديمة لدي السكان في منطقة (جبل هياتشيني) في شمال اليابان تؤمن بقدرتها علي إبعاد الشياطين والأرواح الشريرة إضافة لكونها رمزا لانسجام الأزواج وازدهار المجتمع، وجاءت الرقصة الثانية (إله الجبل) الذي ينزل إلي الحقول لتزدهر، ويعتبرها السكان المحليون أهم الرقصات ربما لارتباطها بحياتهم ومعيشتهم ، والرقصة الثالثة (نزول حفيد السماء) التي ضمت أربعة راقصين بأقنعة بيضاء وراقص خامس بقناع أحمر مميز، والأخيرة هي ( رقصة كونغين) وهو مخلوق أسطوري يشبه الأسد حيث تتجسد روح الإله علي رأس كونغين و في المعتقد الشعبي أنه يطرد الجن ويدافع عن حياة هياتشيني، وتختم الفرقة كل عروضها بهذه الرقصة. تقدم الفرقة عرضها الثاني اليوم علي مسرح بيت المونودراما في دبا وسوف يتضمن لوحات راقصة مختلفة عما قدمته ليلة أمس.
يذكر أن (كاغورا) هي مكان الآلهة غير أن المؤرخين لا يتفقون حول ذلك ويعتبره بعضهم (موسيقي الآلهة أو تسلية الآلهة) ، ويعتبر هذا التراث والرقصات هي الأقدم في تاريخ اليابان والتي مازالت تمارس إلي اليوم وصنفته اليونسكو نهاية العقد الماضي تراث عالميا.

رؤية نقدية
يقول الناقد السوداني مصعب الصاوي احد ضيوف المهرجان :لاشك أن العرض الياباني عمل جديد وغير مألوف باعتبار ان ثقافة الشرق الاعلى بعيدة عن الجميع ، وان قيمة العرض بتعقيداته تتمثل في قدرته على التعريف بثقافتة والتعرف عن كثب على مسرح درامي وطقوس ، وتفهم جماليات العرض على مستوى استخدام الأقنعة والموسيقى والطبول ، وبيًن العرض التوازن بين ضربين من ضروب الموسيقى ، فضلا عن غرابة الأزياء وألوانها ودلالاتها ، إلى جانب الأسلحة البيضاء المستخدمة في العرض ، والتميز جاء أيضا في حركة الممثلين والعازفين وقدرتهم المدهشة في الاحتفاظ بطاقاتهم الأدائية ضمن عرض ونص معقد، كما أن المدهش في العرض أن الممثلين والعازفين قدموا اداءهم دون التأثر بالجمهور
وشدد الصاوي على أن العمل الياباني بجمالياته غير المألوفة انفتاح على ثقافة الآخر، محققا الهدف الرئيس من أهداف المهرجان.
تأسست الفرقة في العام 2009 ، وهي مدرجة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وهي بذلك تقدّم جزءا من التراث المحلي الذي يعتز به أهل مقاطعة إيوات في شمال اليابان، إذ تحاكي الفرقة أصول طقوس العبادة التي تميزوا بها، بما تشتمل عليه من الرقصات التي تحاكي تاريخ اليابان والآلهة، لتنتهي الرقصة الأخيرة براقص منفرد يرتدي زي الشيشي، ذلك المخلوق الأسطوري الذي يشبه الأسد ليمثل إله هاياشيني في المعتقد الشعبي، ويرافق الأداء من الآلات الموسيقية الطبل والصنج والناي، وهذه الرقصات التي تؤديها الفرقه تمارس في اليوم الأول من أغسطس في مهرجان مزار هاياشيني الكبير الذي يعقد في مدينة هانا ماكي. ويؤدي الرقصات فيه أعضاء المجتمع المحلي بوصفها تعبيراً عن هويتهم، وشرفاً يعتزون به، وينقلونه من جيل لجيل، فضلا عن كونها اعتزازاً بالمعتقد الذي ينتشر في معظم أجزاء اليابان.

الإشتراك في النشرة البريدية

كن على إطلاع على أحدث الفعاليات والأخبار