في أولى جلساته .. ملتقى الفجيرة الإعلامي يناقش “الدعم الإعلامي للقارئ العربي”
2016-10-24


ناقش ملتقى الفجيرة للإعلام في أولى جلساته اليوم بفندق كونكورد الفجيرة بحضور سعادة المهندس محمد سيف الأفخم رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وبمشاركة نخبة من الأدباء والباحثين والمفكرين والمختصين، والإعلاميين والكتاب والمثقفين والشعراء، والمهتمين بالشأن الثقافي، وذوي الخبرات من داخل دولة الإمارات ومن خارجها، موضوعا حول “هل يدعم الإعلام القارئ العربي؟”، وذلك في فندق الكونكورد بالفجيرة. وأدَار الجلسة، الإعلامية المذيعة في قناة العربية، منتهى الرمحي، وشارك بتقديم الأوراق النقاشية كل من: الروائي والصحفي اللبناني أحمد الزين، والمؤلف السوري الناقد في الأدب والثقافة نبيل سليمان، والكاتب والشاعر الروائي الإماراتي ناصر الظاهري.
وافتتحت الإعلامية منتهى الرمحي الجلسة، مؤكدة على الدور الكبير والمؤثر للقراءة في رفع مستوى الذائقة الأدبية، ومستوى المعرفة والاستفادة من الخبرات وغير ذلك الكثير، وقالت: “الأمة التي لاتقرأ، تفقد مع الزمن هويتها”، وأشارت إلى ضرورة إيجاد وسيلة لتشجيع الأبناء على القراءة، مع ضرورة تسليط الضوء على العديد من المواضيع التي تندرج تحت موضوع “الدعم الإعلامي للقارئ العربي”، والقراءة في العالم العربي، و ماتلاقيه بعض الكتب من منعٍ للنشر، وماوصلت إليه القراءة وتطوراتها سواءً سلباً أو إيجاباً، ولابد أن نشير إلى أن هناك قلة اليوم مِن قُرّاء الصحف الورقية، فالقراءة إذا في حالة من التذبذب تاركة علامات استفهام يجب أن يتم وضعها في الحسبان والتركيز عليها للوصول إلى الوعي الثقافي الأدبي المطلوب والذي هو أساس نهضة ورقي الأمم، كما أنه من الضروري تسليط الضوء على قضية الازدياد في عدد الأمية في مختلف البلدان، وإيجاد حل للقضاء عليها والعودة للنهضة القرائية الأدبية.
ومن جهته، ناقش الروائي اللبناني أحمد الزين، عدداً من المحاور دارت حول الإعلام ودوره في الترويج للمعرفة، وأهمية القراءة كوسيلة للخروج من العتمة، وضرورة التنويع في مجالات القراءة والابحار في أعماقها للاستفادة منها قدر الإمكان، وقال: “الرقابة العمياء تعد معوقاً أمام القراءة”، وأكد على أن الفضول يدفعنا لنكتشف الآخر وعبر الآخر نكتشف أنفسنا، ولابد من التأكيد على أننا في عالم تساوى فيه العالِم مع الجاهل، ووسائل الاتصال “ربطت الحابل بالنابل”، وأضاف: “أرجو أن تتكرر هذه التحربة في إمارة الفجيرة وبلدان أخرى، لعلنا نركب آخر عربة في قطار التاريخ”، وقدم في ختام حديثه، عدداً من الاقتراحات للتقليل من الأمية، بتعميم نشاط القراءة في المدارس، مع ضرورة الاهتمام بتثقيف الأبناء وتحفيزهم على القراءة من قِبل الأسرة.
من ناحية أخرى، تحدث المؤلف السوري الناقد في الأدب والثقافة نبيل سليمان، عن المدى الذي يدعم به الإعلام القراءة والقارئ، والإعلام الأدبي الإلكتروني، مشيراً إلى أنه لم يعد يشكل وسيلة داعمة للقارئ، بل أصبح مضللاً له، ولم يعد يوفر الإفادة المطلوبة، وقال: “مررنا بسلسلة انتقال للإعلام من كونه ورقي إلى إذاعي ثم إلى مستوى التخصص في الإذاعة، ثم ليضم الأخبار والقصص وصولاً إلى ثورة الإعلام المرئي، ولابد من التنويه لدور العديد من البرامج المرئية التي أصبحت جميعها وسائل محرّضة للقراءة، والإعلام الأدبي أصبح يشكو من الوطئة للإعلام السياسي، وظاهرة الرواية المسلسلة في إعلامنا اختفت بنسبة 99%، وقال: “الصفة الغالبة على الإعلام الأدبي هي: “فن المراجعة”، وهذا الفن بدلاً من أن يقدم خدمة للقارئ فهو يضلله، فلابد من الاهتمام بالرواية المسلسلة والارتقاء بالأدب، والاهتمام بالمعارك النقدية، و من الملاحظ أن عنصر المتعة والتسلية في كتاباتنا أصبح عنصراً ضعيفاً بعد أن كان عنصراً محترماً سابقاً، واختتم قائلاً: “أظن أنه إذا وفرنا درجة من المتعة في القراءة، سيكون ذلك عنصراً قوياً محفزاً للشباب، والمسألة الأكثر أهمية هي أن نرى ما على الواقع من إيجابيات ونقاط مضيئة وندعمها”.
وأكد الكاتب والشاعر الروائي الإماراتي ناصر الظاهري، على أن وسائل الإعلام في بدايتها كانت تساعد القارئ في مختلف مجالات حياته، واليوم أصبحت الصحف سهلة التداول فسهلت القراءة، وهناك العديد من التجارب التي عشتها والتي تؤكد على أن الإعلام مشجّع للقراءة، فالإذاعة قديما كانت تؤدي دوراً كبيراً وملحوظاً في توفير أغلب المعلومات والأخبار، وثمة إعلام ومدرسة وأولياء أمور يدفعون ويحفزون على القراءة، وكان الإعلام وسيلة كِدنا بها أن نصل إلى مرحلة شبيهة بالوعي الثقافي، فباستطاعتنا أن نجذب قراء جدد بوسائل جديدة تناسب عصرنا والتطور الذي نشهده، ويجب أن نبتعد عن الوسائل التقليدية ونجد طرق أخرى، ولابد ونرشد أبنائنا لنخلق قراء جدد، وذلك يتم انطلاقا من البيت والمدرسة.
وفي ختام الجلسة، تم فتح باب الأسئلة والحوار، حيث دارت النقاشات حول أهمية التأكيد على أن دُور النشر هي دليل على أن حركة النشر تطورت من خلال مختلف المعارض، وعدد القراء في ازدياد والقراءة والإعلام الثقافي في مسار جيد من خلال البرامج والمقالات المفتوحة للكتاب، ويجب عدم التركيز على أن صورة الإعلام صورة تشائمية، والتركيز على الجانب المشرق، لنكون بذلك عنصر جذب ودعم، وهناك منظومة اجتماعية كاملة يجب أن تنتقل من حال لحال ولابد للأهل أن يقرؤوا ليقرأ أبنائهم.

الإشتراك في النشرة البريدية

كن على إطلاع على أحدث الفعاليات والأخبار