عبير نعمة تعطر فضاءات الفجيرة بغناء وموسيقى متعددة اللغات
2016-02-28


عطرت الفنانة عبير نعمة فضاءات الفجيرة بإبداعها الغنائي والموسيقي المذهل المتعدد اللغات ، وشدت الجمهور الذي عجت به جنبات مسرح كورنيش الفجيرة مساء أمس إلي مشروعها الإبداعي الغني بالترانيم والأناشيد الصوفية والغناء التراثي المسموع .
على مدى ساعتين، قدمت عبير لوحة موسيقية- شعرية، امتزج فيها التراث المسيحي القديم بالتقليد اليوناني والبيزنطي والسرياني الآرامي ، بالتهويدات التقليدية من لبنان وسردينيا والعراق وسوريا، والموشحات الصوفية والأندلسية الإسلامية، وكانت الموشحات المقدمة من إعداد موسيقي لكل من عبير نعمة ووسام كيروز ، ورافقها في القراءة الشعرية على المسرح دكتور مصطفى عزت الهبرة المذيع بإذاعة الفجيرة.
من الألحان الصوفية التي جاءت مسك الختام، نص صوفي في المديح بعنوان «صلى الله على محمد»، ولحن تراثي مغربي: «اللهم صل على المصطفى». وما ميز السهرة أن الفنانة عبير نعمة قدمت بنجاح باهر أجمل الأغاني صوتاً وألحاناً، بمصاحبة فرقة موسيقية تضم أكثر من 20 عازفاً بينهم أعضاء جوقة.
في قراءة متأنية للحفل المبهر والأداء الجمالي الذي قدمته المبدعة نعمة قالت الإعلامية مشاعر عبد الكريم ،إن الفنانة “عبير نعمة” كانت (لحنا ) يتدفق نحو الروح حاملة بصوتها القوي الجمهور، إلى عوالم بعيدة عن الماديات والرهق، وعبرت الفنانة اللبنانية (عبير نعمة) فضاءات الفجيرة والإبداع والموسيقى إلى مداخل الروح، بمصاحبة أوركسترا كاملة وعازف هندي على آلة شعبية، تجانبها جوقة القديس إفرايم الملقب ب (قيثارة القدس)، مؤدية بلغات مختلفة تراوحت بين العشر لغات من أصل عشرين تجيدها ، وصلتها الغنائية المتنوعة بين الترانيم والأناشيد الصوفية والغناء التراثي المسموع كأغنية (طلعت ياما احلي نورها).
وتضيف (عبير نعمة) المعروف عنها حرصها على الحفاظ على خط التوثيق لموسيقى الشعوب كما تفعل في أدائها وبرنامجها المعروف (إثنوفوليا)، نسجت خيوط نولها الفني المتمازجة من مختلف اللغات والأغنيات والأناشيد الدينية بمشاركتها في مهرجان الفجيرة الأول للفنون، مانحة بذلك الجمهور ثوب قشيب من الفن الإنساني بدا واضحا أنه راق له مقاسا وقياسا من خلال تفاعله معها تصفيقا وإنصاتا وتفاعلا.
وتابعت قائلة: جوقة القديس إفرايم بمؤدييها وعازفيها صنعوا لوحة متكاملة من معاني التسامح الديني البليغ والأداء الراقي بأدائهم مع الفنانة (عبير نعمة) من التراتيل الكنسية والتقليدية اليونانية والآرامية الخ، وحتى مشاركتهم الأداء لواحدة من قصائد الصوفي (الحسين الحلاج)والتي لحنها لها الفنان (مارسيل خليفة) في تعاونه الأخير معها، وفي ذلك رسالة واضحة يمكن أن تبدو كتوصية من مهرجان الفجيرة للفنون إلى العالم أجمع أن التصوف إنساني،لا علاقة له بالدين، وأن الفن هو الأقوى بل والأعمق بكثير مما نراه ونقدره في نقل كل هذا السمو والجمال للشعوب.
ولأنها من الفنانات القليلات اللائي تمكن من الغناء والأداء بأكثر من لغة معروفة وكثيرون يعتبرونها سفيرة للحوار بالموسيقى لما تقوم به من بحث وتنقيب في موسيقى الشعوب، هذا بالطبع بجانب صوتها المتنقل بين الأداء الأوبرالي والغناء الدافئ، فإن (عبير نعمة) تجتهد في تقديم كل ما من شأنه تعزيز تلكم الصورة عنها وتوصيل رسالات بالغة البساطة وبالتالي بالغة التعقيد لجمهورها الذي رغم أدائها لأنماط تعتبر ذات خصوصية وتحتاج للمحافظة في أدائها؛ إلا أنه جمهور غير نخبوي.
واجتهادها بدا جليا في حفلها بمهرجان الفجيرة الأول للفنون حيث واصلت الأداء المتتالي ببراعة وتفان حتى تمام ثلاث وعشرين أغنية اختتمتها بالصلاة على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، في رسالة واضحة للتمازج والتعايش الديني السليم.
وغنت نعمة مرتدية ثوب أسود مطرز بالخيوط الحمراء القانية،ويشبه إلى حدود التطابق زى مناطق كثيرة في العالم العربي والأديرة المختلفة، ما يجعل أداءها متكاملا بين المرئي والمسموع المؤدية كحواس للروح.
ويبدو أنها قد وفقت تماما في تطريز سماء الفجيرة وأرواح الحاضرين ومنحهم، قبل تكريمها من قبل إدارة المهرجان المتمثلة في المهندس (محمد سيف الأفخم) مدير المهرجان ، منحهم نعمة الاستمتاع بعبير الفن والسلام.

الإشتراك في النشرة البريدية

كن على إطلاع على أحدث الفعاليات والأخبار